التصميم المعماري والداخلي وتقليل خطر فايروس كوفيد ١٩

عنوان المرحلة القادمة للتصميم المعماري والداخلي هي الابتكار في سبيل صحة الأنسان ورفاهيته

جائحة كوفيد 19 بلا شك ستغير في نظرتنا للمباني والفضاءات عند التصميم. سوف تعطي اهتمام اكثر لصحة الانسان ورفاهيته اذا استطعنا اتخاذ الأجراءات المناسبة والتي تتوافق مع معايير الصحة والرفاهية. وبكل تأكيد جودة الهواء لمى له تأثير وبشكل قاطع على انتشار مرض كوفيد 19.

معيار جودة الهواء

في المتوسط، يقضي الاشخاص 90% من وقتهم داخل المنزل. فيجب ان نسعى جاهدين للمساهمة في صحة الأنسان ورفاهيته من خلال تحسين جودة الهواء الداخلي، الذي يشكل احد الاساسيات السبعة لجودة تصميم الفضاءات، التي تتناول بشكل شامل معايير تصميم المباني وتشغيلها بالاضافة الى تأثيرها على السلوكيات البشرية المتعلقة بالصحة والرفاهية.

تنفس الهواء النظيف أمر مهم للغاية لصحة الانسان.

تنفس الهواء النقي حق اساسي من حقوق الانسان. يعد تلوث الهواء خطر متزايد على صحة الانسان، مما تسبب في 6.5 مليون حالة وفاة سنويا، وفقا
لمنظمة الصحة العالمية WHO.
عندما نفكر في جودة الهواء، فاننا نميل الى تخيل الضباب الدخاني في المدينة، الصناعات أو الشوارع الملوثة بأبخرة عوادم السيارات. لكن جودة الهواء الداخلي لا تقل اهمية عن ذلك، لاننا نقضي 90% من وقتنا في داخل المنازل او أماكن العمل.
جسيمات صغيرة وغير مرئية تسمى الجسيمات الدقيقة (PM) Particulate Matter والمعروفة ايضا بأسم تلوث الجسيمات أو الغبار الناعم، تلعب عاملا حاسما في جودة الهواء في المنازل واماكن العمل، وترتبط مباشرة بالمخاطر الصحية.
الجسيمات التي يبلغ قطرها الديناميكي الهوائي 10 μm4 أو اصغر (PM10)، بالتحديد، يمكن ان تحتوي على الملوثات الميكروبية مثل العفن وحبوب اللقاح مسببات الحساسية، والتي يمكن ان تؤدي الى مشاكل في الجهاز التنفسي والحساسية. يمكن ان يؤثر ايضا على القلب والرئتين، مما يتسبب في مخاطر فيسيولوجية.
أن اتخاذ إجراءات لتحسين جودة الهواء الداخلي لهو أمر مهم للغاية للمساهمة في صحة الأنسان وعافيته، الأن وفي المستقبل.

التعرف على الجسيمات الدقيقة

ممكن ان تكون الجسيمات التي نتنفسها في منازلنا وأماكن العمل مجموعة في فئتين:
المجموعة الأولى: PM 10
هي جزيئات بقطر ديناميكي هوائي يصل الى 10 μm4- يمكن ان تسبب مشاكل صحية لأنها عادة ما تكون صغيرة بما يكفي لتدخل حلق ورئتين الأنسان.
المجموعة الثانية: PM 2.5
هي جزيئات بقطر ديناميكي هوائي يصل الى 2.5 μm4- يمكن أن تنتج أثارا ضارة على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
كيف تدخل الجسيمات الدقيقة جسم الأنسان
1. تدخل الجسيمات الدقيقة الجهاز التنفسي (الرئتين) عن طريق الأنف والحنجرة.
2. جسيمات أكبر أكبر يتم القضاء عليها من خلال السعال والعطس والبلع.
3. جسيمات أصغر يمكن أن تخترق عمق الرئتين، التنقل الى الحويصلات الهوائية، مما يسبب مشاكل في الرئتين والقلب، وايصال مواد كيميائية مضرة للدم.

تنفس الهواء النقي داخل مكان العمل

تتحمل الشركات مسؤولية إنشاء بيئة عمل صحية ومبدعة لموظفينها. مع وجود نسبة 45% من الموظفين الذين يشعرون بعدم الأرتباط مع عملهم، لذلك لا يوجد وقت لنضيعه!
قد حان الوقت الى أعادة تصميم مكان العمل كما نعرفه. فالتجربة البشرية للأماكن يجب ان تكون القوة الدافعة لكل عنصر من عناصر التصميم. ابتدءا من الهواء الذي نتنفسه.
تحسين جودة الهواء الداخلي له تأثر إيجابي وملموس على صحة مكان العمل وأداء الموظفين ورفاهيتهم. في الحقيقة، أظهرت الدراسات انها ممكن ان ترفع أنتاجية العاملين في المكاتب بنسبة تتراوح من 0.5% الى 5%، لتنتج وفرة تقدر من 20 الى 200 مليار دولار.
هنالك عدة حلول تصميمة تستطيع ان تساعد في التقاط الغبار الناعم الضار من الهواء الداخلي، ويمكن ان تساعد في لعب دور اساسي في الصحة والرفاهية في مكان العمل، سأذكرها لاحقا.

المساهمة في خلق أماكن عمل أكثر صحية

بالأضافة الى الحد من تركيز الملوثات والتلوث، فهنالك ما يسمى بافضل الممارسات التي تصدر من عدة جهات ويجب اتباعها وتستند ارشاداتها الى الأدلة التي اوصى بها الخبراء. احد هذه الجهات هي الجمعية الأمريكية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء (ASHRAE)، التي تقوم بتحديث دليل البناء بانتظام ليشمل تقنيات جديدة لتحسين جودة الهواء داخل المباني. على الرغم من ان ASHRAE هو مجتمع تقني بدون تفويض قانوني، فقد قامت الولايات الأمريكية، والعديد من الدول بوضع نماذج لرموزها بناءا على معايير ASHRAE . بالإضافة الى ذلك، يواصل برنامج LEED التابع لمجلس الابنية الخضراء وضع معايير جديدة لكل من ترشيح الهواء واختيار مواد البناء لتحسين جودة الهواء.
الميزات والنوايا المتبعة لتحقيق التصميم الصحي الافضل لمعيار الهواء لتطبيق افضل الممارسات:
1. جودة الهواء. نوايا: ضمان مستوى أساسي من جودة الهواء الداخلي العالية.
2. منع التدخين. نوايا: لردع التدخين، تقليل تعرض الشاغر للمكان للدخان الغير مباشر، وتقليل تلوث الدخان.
3. فعالية التهوية. نوايا: لضمان التهوية الكافية وجودة الهواء الداخلي العالية.
4. المركبات العضوية المتطايرة. النية: تقليل تأثير المركبات العضوية المتطايرة في مواد البناء على جودة الهواء الداخلي.
5. فلترة الهواء. نوايا: لإزالة الملوثات الهوائية الداخلية والخارجية عن طريق ترشيح الهواء.
6. الميكروب والتحكم بالعفن. نوايا: لتقليل نمو العفن والبكتيريا داخل المباني، خاصة من تلف المياه أو التكثيف في ملفات التبريد.
7. إدارة تلوث البناء. نوايا: التقليل من إدخال الملوثات المتعلقة بالبناء في الهواء الداخلي وحماية منتجات البناء من الانحلال.
8. المداخل الصحية. نوايا: التقليل من إدخال الملوثات في الهواء الداخلي عند مداخل المباني.
9. بروتوكول التنظيف. نوايا: لتقليل تعرض الاشخاص الشاغرين للمكان لمسببات الأمراض والمواد المسببة للحساسية ومواد التنظيف الكيميائية الضارة.
10. إدارة المبيدات. نوايا: لتقليل وجود الأفات في المباني وتقليل تعرض الاشخاص الشاغرين للمكان للمواد الكيميائية الضارة.
11. سلامة المواد الأساسية. نوايا: لتقليل أو إزالة تعرض الأشخاص الشاغرين للمكان للرصاص، والأسبستس المسرطن، وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) من مواد البناء.
12. إدارة الرطوبة. نوايا: للحد من احتمالية نمو البكتيريا والعفن داخل المباني من تسرب المياه والتكثف.
13. تدفق الهواء. نوايا: لعلاج تلوث الهواء الداخلي المتعلق بالبناء.
14. إدارة التسلل الهوائي. نوايا: لتقليل مشاكل جودة الهواء والراحة الحرارية الناتجة عن تسلل الهواء غير المعالج من خلال غلاف المبنى.
15. زيادة التهوية. نوايا: طرد الملوثات المتولدة داخليا من خلال زيادة أمدادات الهواء الخارجي.
16. التحكم بالرطوبة. نوايا: للحد من نمو مسببات الأمراض، تقليل الغازات، والحفاظ على الراحة الحرارية من خلال توفير مستوى الرطوبة المناسب.
17. تهوية المصدر المباشر. نوايا: للحفاظ على جودة الهواء في الامكن المشغولة من خلال العزل والتهوية المناسبة لمصادر التلوث الداخلي ومناطق تخزين المواد الكيميائية.
18. مراقبة جودة الهواء وردود الافعال. نوايا: لرصد ومعالجة قضايا جودة الهواء الداخلي بشكل فعال وإبلاغ مديري المباني والمقيمين بجودة البيئة الداخلية.
19. النوافذ القابلة للتشغيل. نوايا: لزيادة الامداد بالهواء من الخارج العالي الجودة وتعزيز الاتصال بالبيئة الخارجية من خلال تشجيع الأشخاص الشاغلين للمكان على فتح النوافذ عندما تكون جودة الهواء الخارجي مقبولة.
20. أنظمة الهواء الخارجي. نوايا: للسماح للمباني بالتحكم في تزويد الهواء الخارجي بشكل مستقل عن احتياجات التدفئة والتبريد للمبنى.
21. تهوية النزوح. نوايا: لتحسين جودة الهواء في منطقة التنفس في الغرفة والحفاظ على الراحة الحرارية من خلال توفير هواء خارجي منخفض السرعة بالقرب من الأرضية وطرده بالقرب من السقف.
22. مكافحة الافات. نوايا: لتقليل وجود الافات في المباني وتقليل تعرض الأشخاص الشاغرين للمكان لمسببات الحساسية المتعلقة بالافات.
23. تنقية الهواء المتقدمة. نوايا: لتحسين نوعية الهواء الداخلي المعاد تدويره من خلال تنفيذ استراتيجيات تنقية الهواء المتقدمة.
24. التقليل من الاحتراق. نوايا: لتقليل تعرض الأشخاص الشاغرين للمكان لتلوث الهواء المرتبط بالاحتراق من مصادر التدفئة والنقل.
25. تخفيض المواد السامة. نوايا: لتقليل تأثير المواد الكيميائية الخطرة لمواد البماء على جودة الهواء الداخلي وحماية صحة عمال التصنيع والصيانة.
26. سلامة المواد المحسنة. نوايا: لتقليل تأثير مكونات مواد البناء الخطرة على جودة الهواء الداخلي وحماية صحة عمال التصنيع والصيانة.
27. محاربة نشاط الميكروبات على الأسطح. نوايا: لتقليل تعرض الأشخاص الشاغرين للمكان لكل من مسببات الأمراض الضارة وعوامل التنظيف الخطرة.
28. البيئة القابلة للتنظيف. نوايا: لتقليل تعرض الأشخاص الشاغرين للمكان لمسببات الأمراض على الأسطح المعرضة لللمس.
29. معدات التنظيف. نوايا: لتقليل تعرض الأشخاص الشاغرين للمكان لكل من مسببات الأمراض الضارة والمواد الكيميائية الخطرة من خلال استخدام معدات تنظيف عالية الجودة والتخزين المناسب لمواد النظافة.
30. التنظيف المتقدم. نوايا: للقضاء على البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى من المناطق المعرضة لخطر التلوث.
هنالك معايير أخرى في سبيل صحة ورفاهية الأنسان استخدامها سيحدث ثورة في طريقة تفكير الناس للمباني والفضائات. تستكشف من خلالها كيف يمكن تحسين التصميم والعمليات والسلوك في الأماكن التي نعيش فيها ونعمل ونتعلم ونلعب لتحسين صحة الأنسان ورفاهيته.
سأقوم لاحقا بنشر المعايير الأخرى للمفاهيم الأساسية التي يجب اتخاذها بعين الأعتبار والتي تمثل مستقبل التصميم الحديث.
م. عماد أمين سلامه
صدى للتصميم والبناء
error: Content is protected !!